كشفت لجنة من أساتذة قسم التاريخ بجامعة الجزائر2 عن وجود اختلال واضح وصريح في البرنامج الجديد المعد لفائدة طلبة ليسانس تاريخ والذي اعتمدته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع نهاية السنة في إطار الإصلاحات المنتهجة لتوحيد البرامج في مسار التكوين الخاص بالطور الأول ليسانس " ال أم دي"، ليرفع المعنيون تقريرا عاجلا ومفصلا للوزير حجار مطالبين إياه التدخل لإنقاذ طلبة التاريخ من فوضى البرامج التي أغرقت الجامعة في السنوات الأخيرة بعد اعتماد نظام "أل أم دي" .
وتساءل أساتذة التاريخ بكلية العلوم الإنسانية ببوزريعة عن جدوى تغيير البرامج في تخصص التاريخ من دون استشارة المختصين من الأساتذة والباحثين في المجال والذين اكتشفوا عدة ثغرات واختلالات ونقائص من شأنها أن تخرج طلبة حاملين لليسانس في التاريخ من دون الحصول على أي معلومات في التاريخ، وهذا بعد إقصاء التاريخ القديم من البرنامج بالإضافة إلى تضخيم وحدات التعليم الاستكشافية وسوء توظيفها، ضف إلى ذلك تغيير في عدة مواد في البرنامج وإدراج مواد اختيارية، في حين أنها جد مهمة لتكوين الطالب في هذا التخصص، مع سوء توزيع لمواد البرنامج بشكل تم إقصاء الوحدات المتعلقة بحقبة التاريخ القديم وما قبل التاريخ، ما جعل اللجنة تصفه بـ" الشاذ والمخل " حيث من شأنه أن يخل بسلامة التكوين، متسائلين "كيف يمكن تخريج طلبة تاريخ جزائريين لا يدرسون ما قبل تاريخ بلادهم؟ أو حتى لا يدرسون تاريخ بابل ومصر الفرعونية واليونان القديمة والإمبراطورية الرومانية والفارسية " أو تخريج طلبة تاريخ لا يدرسون العلاقات بين الشرق والغرب أثناء العصور الوسطى وتطور المذاهب الإسلامية؟
وأشارت ذات اللجنة في التقرير الذي رفعته للوزير حجار – تحوز الشروق نسخة منه – إلى الاختلالات التي تشوب البرنامج وخاصة من خلال تضخيم وحدات التعليم الاستكشافية وسوء توظيفها في البرنامج، بحيث تمثل نسبة 50 بالمئة من مجموع المواد، ما ينذر - حسبهم - بتمييع تخصص التاريخ وتحجيمه، بالإضافة إلى إدراج وحدات اختيارية بالرغم من أنها مهمة في تخصص التاريخ على غرار مادة " أوروبا في العصور الوسطى"، مع تغيير في تسمية بعض الوحدات بدون معنى يذكر، وإدراج بعض منها كمواد أساسية مع أنها لا تستحق كل تلك المدة، فضلا عن إقصاء مادتين تعتبران أساسيتين في كل مناهج التاريخ عبر العالم، هما "العلاقات بين الشرق والغرب في العصور الوسطى" و"تطور الحركات المذهبية في العالم الإسلامي"، وتساءل المعنيون عن سر التسميات العشوائية للمواد وتداخل الكثير منها بشكل سيؤثر سلبا على محتوى التدريس وعلى التحصيل العلمي للطلبة.
المصدر: الشروق