Friday, October 21, 2016

صوت الطفل يتحدد في سن السابعة


أظهر بحث بريطاني، استخدم عينات صوتية من أحد المسلسلات التلفزيونية الوثائقية، المسماة «SEVEN UP!»، أن صوت الذكور يستقر على تردد معين في وقت أبكر بكثير مما كان العلماء يعتقدونه سابقا.

ونشرت "ساسة بوست"  أبحاثا أجراها علماء النفس في جامعة ساسكس للبحوث والدراسات، تتعلق بأصوات الرجال عند بلوغهم، ليكتشفوا أن صوت الرجال غالبا ما يحدده سن السابعة، وليس عند البلوغ. ودرس الباحثون التغييرات الصوتية، باستخدام لقطات للمقابلات التي جرت للمشاركين في السلسلة الوثائقية التلفزيونية "سفن أب!"، وهي السلسلة التلفزيونية الشعبية التي رسمتها حياة 14 طفلا منذ كانوا في سن السابعة، والتي بدأت في عام 1964. وأُجري التحليل على أصوات الرجال العشرة الذين شاركوا في البرنامج التلفزيوني، الذي أظهر الأطفال في مختلف مناحي الحياة وهم يمرون بالتجارب والمحن، حتى وصولهم لمرحلة البلوغ وما بعدها. ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة الجمعية الملكية للعلوم المفتوحة، أنه في حين أن نغمة أصوات هؤلاء المشاركين انخفضت بشكلٍ كبير بين سن السابعة، والحادية والعشرين، إلا أن نغمة أصواتهم في سن السابعة كانت هي النغمة التي تتنبأ بطبيعة نغمة أصواتهم في جميع مراحل حياتهم منذ البلوغ. وقال ديفيد ريبي، من جامعة ساسكس، إن هذه النتائج تظهر أن الفروق الفردية في نغمة صوت الرجال ما تزال مستقرة بشكلٍ ملحوظٍ طوال فترة حياتهم، وأن هذه النغمة في الواقع، تظهر قبل فترة طويلة من مرحلة النضج والبلوغ، وما فيها من التأثيرات الجنسية التي تؤثر في تشريح الصوت عند الرجال. وأوضح: "في نهاية المطاف، ما يعنيه هذا، هو أن درجة الصوت عند الذكور قد تكون مرتبطة بمستويات التعرض لهرمون الأندروجين في وقت مبكر من الحياة، وربما حتى في رحم الأم". وقال كاسيا بيسانسكي، الباحث في جامعة ساسكس، إن هذه النتائج لها آثار كبيرة في الكيفية التي ينظر بها الآخرون إلى الرجال طوال فترة حياتهم، ومجموعة كبيرة من الأبحاث قد أظهرت أن درجة الصوت تؤثر في أحكام الناس على الرجال، من الجاذبية، والرجولة، والهيمنة، والكفاءة، والإعجاب، والثقة. وأضاف أنه "بالنظر إلى أن المستمعين يعزون بعض الصفات للمراهقين، وحتى الأطفال طبقا لمدى ارتفاع وانخفاض نغمة أصواتهم، وكذلك للبالغين، فبالتالي يمكن لنغمة صوت الطفل أن تتنبأ بالكيفية التي سيتم التعاطي بها مع هذا الشخص من قبل زملائه في مرحلة البلوغ". نغمة صوتك في سن السابعة تحدد طبيعة صوتك في الكبر المسلسل الذي تم اتخاذه كحقل تجارب لهذه الدراسة هو عبارة عن سلسلة من الأفلام الوثائقية التي أنتجها تلفزيون "غرناطة"، والتي تابعت حياة 14 طفلا بريطانيا منذ عام 1964، عندما كانوا آنذاك في سن السابعة من عمرهم. حتى الآن جرى إنتاج ثماني حلقات من هذا الفيلم الوثائقي المميز على مدى 52 سنة (بمعدل حلقة واحدة كل سبع سنوات تقريبا)، وقد جرى بث الفيلم الوثائقي على قناتي "ITV"، والبي بي سي. وسجل هذا الفيلم حضوره بقوة، حيث تصدر قائمة أعظم 50 فيلما وثائقيا على أحد برامج التلفزيون البريطاني عام 2005. وتم اختيار الأطفال لتمثيل مجموعة من الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية في بريطانيا في ذلك الوقت، مع افتراض صريح بأن الطبقة الاجتماعية لكل طفل ستحدد سلفا مستقبلهم. كل سبع سنوات، يقوم المدير، مايكل أبتيد، بتسجيل ونشر فيلم لهؤلاء الأطفال الأربعة عشر الذين اختيروا للمشاركة. وذكر أن الهدف من السلسلة هو "لماذا نأتي بهؤلاء الأطفال معا؟ لأننا نريد الحصول على لمحة عن إنجلترا في عام 2000. فوكيل المتاجر وصاحب السلطة التنفيذية في إنجلترا عام 2000، هما الآن مجرد أطفال في عمر السابعة فقط". وكمثال على ما ذكرناه من أن الصوت يحدد رؤية الآخرين لك، ذكر أحد الأبحاث المنشورة في عام 2013 أن الصوت الأجش يعد الصوت الأكثر جاذبية في العالم. وذكر البحث أن الرجال الذين يملكون صوتا أجشا وعميقا هم أصحاب الصوت الأكثر جاذبية في العالم. ووجد العلماء في كلية لندن أن التوازن المثالي، يتمثل في الصوت الذي يظهر الرجال بأنهم كبار بما يكفي ليكونوا جذابين، ولكن ليسوا أصحاب عدوانية. على الجانب الآخر، وجد البحث أن النساء مثل الممثلة الشهيرة مارلين مونرو تملك الصوت الأكثر جاذبية بين جميع أنواع وطبقات الصوت في العالم، مع مهارة عالية، ولكن بجودة تحمل النغمة اللاهثة، وفقًا للبحث. ويرتبط التوازن المثالي عند النساء بالصوت الذي يعكس "حجم الجسم صغيرا"؛ مما يجعل النساء أكثر جاذبية ولكنهم لا يمثلن أي تهديد. وقال يي لو، صاحب البحث، لصحيفة التايمز، إنهم وجدوا أنه بالنسبة للذكور الذين يستمعون إلى النساء، فإن الرجال كانوا يفضلون الصوت ذا النغمة العالية، لكنه ليس صوتا مرتفع الحدة، والذي يحمل النغمة اللاهثة قدر الإمكان. فهذه النوعية من الأصوات تعكس حجم الجسم الصغير، ولعل مارلين مونرو هي أبرز مثال لوصف هذا الصوت. وفي المقابل ذكر أن النساء يفضلن الصوت الذي يعكس رجلًا ذا حجم جسدي كبير، لكنه ليس شخصا عنيفا، أي أنهن يفضلن الأصوات التي تحمل نغمة ذكورة واضحة. ووجدت دراسات سابقة أن الأشخاص يخفضون لا شعوريا أصواتهم عند محاولة استمالة وجذب أعضاء من الجنس الآخر. ووجد الباحثون في دراسة عام 2010، من قبل كلية أولبرايت في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، أن كلا من الرجال والنساء يخفضون درجة الصوت الخاصة بهم عندما يريدون الإشارة إلى أنهم يحاولون جذب أو الانجذاب إلى شخص آخر.
المصدر: سبوتينك
Disqus Comments