شهد الصالون الأول لبيع الكتاب المدرسي، المنظم من طرف الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، واحتضنته الساحات العمومية ودور الثقافة عبر كل ولايات الوطن، الخميس، تهافتا كبيرا من أولياء التلاميذ، ما تسبّب في نفاد كميات كبيرة من الكتب خلال الساعات الأولى لبدء العملية، رغم تطمينات وزارة التربية الوطنية بتوفر الكتب المدرسية خاصة الجديدة، على مستوى كافة المؤسسات التربوية مباشرة بعد الدخول المدرسي، وكذا على مستوى المكتبات المتعاقدة مع الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، لكن تخوف المواطنين من ندرة الكتب بالمؤسسات التربوية، على غرار ما عرفه الدخول المدرسي المنصرم، جعلهم يقبلون وبقوة على فضاءات البيع الخارجية.
"الشروق " تنقلت إلى ساحة البريد المركزي وسط الجزائر العاصمة، وعاشت أجواء انطلاق عملية بيع الكتب المدرسية، في فضاء مفتوح يستمر لغاية 3 سبتمبر الجاري. فبمجرد فتح الخِيم من طرف موظفي الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية وبدء عملية البيع، تجمع عشرات المواطنين نساء ورجالا في ظرف ثوانِ فقط، والكل يطلب ما يحتاجه. وما لاحظناه أن الكتب المدرسية المعروضة هناك، غالبيتها هي الكتب الجديدة أو ما يسمى كتب الجيل الثاني. فالكتب الجديدة تتمثل في كتاب موحد يجمع اللغة العربية والتربية المدنية والتربية الإسلامية، ومعه كراس الأنشطة بمبلغ 250 دج، وكتاب موحد يجمع الرياضيات والتربية العلمية وكراس أنشطة بالسعر نفسه، وتتضمن الكتب الجديدة أسماء جميع المساهمين في إخراجها، من لجنة التأليف والإشراف العام وغيرهما، أما تلاميذ 1 متوسط فجميع كتبهم الـ 11 هي جديدة.
وبعد إطلاعنا على كتاب التربية الإسلامية لتلاميذ 1 متوسط البالغ سعره 235 دج، لاحظنا غِناه بمواضيع هادفة وهي متعلقة بالنصوص الشرعية، وأسس العقيدة الإسلامية، العبادات، الأخلاق والآداب الإسلامية، والسيرة النبوية الشريفة، مع الحرص على إتقان قراءة التلاميذ للنصوص القرآنية، وتعلم تلاوتها بإتقان وفهم معانيها.
واشتكى أولياء التلاميذ، غياب كتب السنتيْن 2 و3 متوسط وكتب الأمازيغية، وقد اضطر موظفو الديوان إلى التنقل إلى المخازن القريبة لإحضار كميات كتب جديدة. فأثناء تواجدنا هناك نفدت كلية كتب الفيزياء، فتعالت صيحات المواطنين "فيزياء.. فيزياء" ليطمئنهم المشرف على البيع بوصول المزيد بعد قليل. وأحدث الإقبال الكبير للمواطنين وعدم انتظامهم في صفوف، إضافة لسوء التأطير من بعض البائعين، فوضى بالمكان.
إلى ذلك، أكد لنا طلال عمارة مدير الإمداد بالديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، والذي وجدناه يتنقل بين الخيم لمراقبة عملية بيع الكتب وسماع شكاوي الأولياء، أن إقبال المواطنين كان كبيرا جدا خاصة على كتب الجيل الثاني، ويتوقعون إقبالا كثيفا خلال اليومين المُقبليْن، وأضاف "نقاط بيع الكتب المدرسية التي خصصتها وزارة التربية الوطنية هذا العام، تعتبر فضاءات إضافية لتسهيل اقتناء الكتب من التلاميذ وأوليائهم، والكتب متوفرة أصلا على مستوى المؤسسات التربوية والمكتبات الخاصة المتعاقدة مع ديوان المطبوعات المدرسية".