Thursday, August 25, 2016

مارغريت هاميلتون: القصة التي لم تُروَ بعد عن المرأة التي أوصلتنا إلى القمر


في العشرين من يوليو، عام 1969، نجح رواد المركبة الفضائية "أبولو 11"، في تحقيق هدفهم، حيث هبطوا بدقة شبه مثالية. وبعد ذلك بقليل، خطى نيل أرمتسترونغ، وباز ألدرين خطوات البشرية الأولى في عالم آخر. وإن كنت لا تعلم، مارغريت هاميلتون هي المهندسة التي أوصلتنا إلى هناك. لقد أوصلت البشرية إلى القمر.
فهاميلتون، هي من كتبت الرّماز البرمجي لبرمجيات الطيران العاملة على متن المركبة أبولو 11، ونتيجة لعملها هذا، نالت جائزة ناسا للمساهمات الاستثنائية في الفضاء. إن كان ذلك غير كاف، فهي أيضاً من ينسب إليه ابتكار مصطلح "هندسة البرمجيات".
في مقابلة أجريت معها مؤخراً، استعرضت هاميلتون تجربتها مع برنامج أبولو، وما الذي يعنيه أن تكون امرأة في الأيام الأولى لوكالة ناسا.

فيوتشرزم : إذاً قبل تجربة أبولو، كيف انضمّتي في البداية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، ما هو أول عمل لك فيه؟
م. ه: قبل أبولو، ابتداء من 1959، عملت على مشاريعي البرمجية الأولى، وقد كانت لصالح أحد الأساتذة في معهد إم آي تي. خلال ذلك الوقت، تعلمت عدة لغات للبرمجة بنفسي، ولكني، تعلمت الكثير عن النظم والبرمجيات من الأستاذ إدوارد ن. لورينز.
أولى اللغات التي استخدمتها في البرمجة كانت الست عشرية (hexadecimal) والثنائية (binary). ومع توجيهات لورينز، تعلمت كيفية بناء البرامج (بالتمثيل الست عشري)، والاستفادة من القدرات الحسابية للحاسوب LGP30 آنذاك، لتحسين أداء البرنامج قدر الإمكان.  وقد شجعني لورينز على تصميم وبناء ما يمكن تسميته اليوم "نظام تشغيل مصغر" لتشغيل تطبيقاتي البرمجية. (بناء برنامج حاسوبي: ترجمة تعليماته وتوليد الملفات اللازمة المرافقة بصيغة لغة الآلة ليصبح ممكناً تنفيذه ونشره).
هاميلتون في مختبر لنكولن معهد MIT عام 1962، عندما كانت تطور برنامجاً لقيادة النظام SAGE حقوق الصورة:Margaret Hamilton
هاميلتون في مختبر لنكولن معهد MIT عام 1962، عندما كانت تطور برنامجاً لقيادة النظام SAGE
حقوق الصورة:Margaret Hamilton
خلال ذلك الوقت، عملت أيضاً على النظام "سيج" (SAGE: شبكة الدفاع الجوي القارية) في مختبرات لينكولن، وكتبت برنامجاً لنظام XD-1، أول نظام لتشغيل الحاسوب AN/FQ-7، الذي كانت مهمته البحث عن طائرات "معادية" – نموذج مبكر جداً من برنامج "الأمن الوطني".
وقد تنوعت أحجام الحواسيب التي عملت عليها أنا، وآخرين غيري، قبل برنامج أبولو، من الضخمة التي كانت تشغل مساحة عدد من الغرف داخل أحد المخازن، إلى الكبيرة منها.
كان العمل على نظام سيج واحداً من محطات الانطلاق الأولى، حيث أصبحت مهتمة بموضوع وثوقية البرمجيات. فعندما يتعطل الحاسوب أثناء تنفيذ برنامجك، فهو أمر لا يمكن إخفاءه. فالأضواء تبدأ بالوميض، وتبدأ الأجراس بالرنين، وكل شخص معني، من مطورين ومشغلي الحواسب، سوف يهرع ليكتشف ما الأمر الذي يفعله برنامجه ليؤثر سلباً على عمل النظام.
والمعلومات الوحيدة التي يوفرها الحاسوب للمطور لكي يشخص الأخطاء في برنامجه، كانت من خلال إضاءة مسجّل ضخم على لوحة التحكم، يظهر عنوان التعليمة التي توقف عندها البرنامج.
كلما بدأ برنامجي بالعمل، دائماً ما كان يصدر أصواتاً تشبه صوت الأمواج على أحد الشواطئ الجميلة، ولذلك كنا نشير إليه جميعنا بعبارة "برنامج شاطئ البحر". إلى أن تلقيت اتصالاً في إحدى الليالي، عند الساعة 4 صباحاً، من أحد مشغلي الحاسوب، قال إن برنامجك ارتكب خطأ فادحاً. وعندما سألته؛ كيف عرفت ذلك، قال؛ "لم يعد يصدر أصواتاً كشاطئ البحر!". وعندها، حصلنا على طريقة جديدة لتشخيص الأخطاء، باستخدام الصوت!

فيوتشرزم : وكيف كانت طبيعة العلاقة بين النساء والرجال والبرمجة عندما بدأتي العمل؟
م. ه: عندما بدأت العمل كمبرمجة في 1959، ووصولاً إلى يومنا هذا، في كافة المؤسسات البرمجية، وكافة المشاريع البرمجية التي شاركت فيها، كان هنالك دائماً رجال أكثر بكثير من النساء المبرمجات.
دائماً ما كان عدد الرجال في مهنتنا أكثر بكثير من النساء، وما تزال هذه الحالة قائمة. بناءً على تجاربي الشخصية، كانت النساء دائماً تشكل الأقلية، في حين، كان الرجال يشكلون الأكثرية. قبل برنامج أبولو وخلاله، معظم زملائي، بمن فيهم أعضاء فريق هندسة البرمجيات، الذي كنت مسؤولة عنه، كانوا من الذكور.
إلا أننا بالرغم من كل ذلك، كرسنا أنفسنا لصالح المهمات، وعملنا جنباً إلى جنب على حل المشاكل الصعبة، وتلبية المواعيد النهائية الحاسمة. لقد كنت مغرمة للغاية بما كنا نفعله، من الناحية الفنية، إلى درجة أنني لم أبالي بحقيقة التفوق العددي للرجال من حولي. لقد ركزنا على عملنا أكثر بكثير مما إذا كان أحدنا ذكراً أو أنثى. كنا أكثر ميلاً لنلاحظ ما إذا كان أحدهم من الطابق الأول أو الثاني، إذا كان رجل تجهيزات إلكترونية، أم رجل برمجيات، أو ما هو اختصاص أحدهم، على سبيل المثال، اختصاصات من مثل؛ واجهات التخاطب بين الإنسان والآلة، نظم التشغيل، اكتشاف الأخطاء والاسترجاع، أو مجال مخصص لأحد التطبيقات.
فيوتشرزم : ما الذي، أو من هو الذي، وجّهك إلى هذا المجال؟ من كان أكبر مصدر للإلهام بالنسبة لك كمبرمجة شابة؟
م. ه: رغم أنني كنت في أغلب الأحيان الامرأة الوحيدة في صفوف الرياضيات والفيزياء، في كل من جامعة ميتشيغان، وكلية إيرلهام، أحد أساتذة الرياضيات في الأخيرة، كان امرأة، اسمها "فلورنس لونغ"؛ وكانت المفضلة لدى جميع الطلاب من دارسي الرياضيات. لقد كانت إنسانة رائعة أيضاً.
نتيجة لذلك، أردت منذ البداية أن أختص في الرياضيات المجردة، إلى جانب اللغات الرياضية، وأن أصبح بعد ذلك أستاذة في الرياضيات.
كان هنالك أبطال آخرون من خارج العالم التقني، إنهما؛ والدي الذي كان فيلسوفاً وشاعراً، وجدي، الذي كان كاتباً، شغل منصب المدرّس الأول، وكاهناً لجمعية الأصدقاء الدينية (الكويكرز). كان لهم جميعاً دور فعال في عدم اهتمامي في الفلسفة أثناء دراستي الجامعية. ساعدت كل هذه التأثيرات من تلك المتعلقة بمجالات الرياضيات والفلسفة، لتحديد ودمج كل ما هو هام بالنسبة للمسار الذي كنت سأسلكه، في مجالات علوم الحاسوب، وتصميم النظم، وهندسة البرمجيات.
عندما التحقت بالمدرسة الثانوية، ومن بعدها الكلية، لم تكن هندسة البرمجيات مجالاً دراسياً بعد، وبالتالي، لم يكن هنالك فصول لتعليم البرمجة، أي أنه لم يكن هنالك "هندسة برمجيات" لكي تلتحق بصفوفها.

فيوتشرزم : ومتى كان انتقالك إلى فريق أبولو بعد ذلك؟ هل لك أن توضحي لنا كيف حدث كل ذلك؟
م. ه: حدث ذلك خلال الفترة الزمنية بين عامي 1963 و1964. فقد كنت أخطط لمتابعة الدراسة في كلية الدراسات العليا في براندي، للتخصص في الرياضيات المجردة، عندما سمعت أن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) تلقى عقداً من وكالة ناسا لتطوير البرمجيات الخاصة "بإرسال الإنسان" إلى القمر. وأن إم آي تي كان يبحث عن أشخاص للعمل على هذا المشروع.
اتصلت حينها على الفور بمعهد إم آي تي، لأرى إن كان بإمكاني الاشتراك بما بدا أنها فرصة من العمر. وفي غضون ساعات، كنت أجري مقابلات مع مديري المشاريع في المعهد. عرض كل منهما وظيفة لي في نفس اليوم الذي أجريت فيه المقابلات. لم أرغب بجرح مشاعر أي منهما، ولذلك طلبت منهما رمي قطعة نقدية لتحديد المجموعة التي ستقوم بتوظيفي؛ آملةً أن يفوز مدير المشروع بالقرعة، والذي، في النهاية، بالفعل هو من فاز بها. لينتهي الأمر بالتالي بالتعاقد معي لأعمل معه. لحسن الحظ، هذا ما حدث، فقد كنت أسير على الطريق الصحيح.
فيوتشرزم : وبطبيعة الحال، جميعنا نتحرق شوقاً لمعرفة ما يبدو عليه يوم العمل العادي في مشروع أبولو، فهلا شرحتي لنا؟
م. ه: كانت بيئة العمل في هذا المشروع شبيهة جداً بسواها في معهد إم آي تي. ليست رسمية، ولكنها جدية. بما أن البرنامج كان لغزاً، وصندوقاً أسود بالنسبة للإدارة العليا، فقد أُعطينا الحرية والثقة التامتين. وكان الاحترام المتبادل سائداً. لقد كنا محظوظين للغاية بأن نكون في المكان المناسب والزمان المناسب.
لم يكن أمامنا خيار سوى أن نكون رواداً. لم يكن هنالك مدرسة لتلتحق بها، أو اختصاص متوفر لتدرس ما يعرف اليوم بأنه "هندسة البرمجيات"، أو "هندسة النظم". فكلما تعذّر العثور على أجوبة، كان علينا أن نبتكرها. كنا مجبرين على تصميم أشياء ينبغي أن تعمل لأول مرة، مجبرين على إنجاز أنظمة متاحة للاستخدام البشري (man-rated). كثير من أعضاء الفريق بدؤوا العمل متحلين بالجرأة رغم أعمارهم العشرينية. كلما كانت التحديات تكبر، كلما كان شعورنا بالمتعة يكبر معها. ومع ذلك، التفاني والالتزام في العمل كانا حاضرين. لم يكن هنالك متسع من الوقت لتكون مبتدئاً. كان عليك أن تتعلم من خلال وجودك وعملك، وانتظار حدوث أمر مثير ومفاجئ، يفرض التغيير في كثير من الأحيان.
في البداية، أولئك منا الذين كانوا مطوري برمجيات، كنا نعيش في عالمنا الخاص. كانت لنا ثقافتنا الخاصة. كثيراً ما كان يلجأ مختصو البرمجيات إلى تذكير الأشخاص من الاختصاصات الأخرى، وبطرق مبطّنة أحياناً، بتلك الحقيقة. كنا نبتكر قوانيننا الخاصة، ونعيش وفقاً لها، ليس لأننا كنا نرغب بذلك، بل لأننا كنا مضطرين له.
بالنسبة لخبراء الإدارة والمواضيع المختلفة عن البرمجيات، بدا البرنامج وكأنه ظهر بشكل سحري ضمن الحاسوب المسؤول عن الطيران، المثبت على متن المركبة، متكاملاً وجاهزاً للاستخدام.
فيوتشرزم : كيف كنت توازنين بين حياتك غير المهنية ومشروع أبولو؟ هل كان أمراً صعباً؟
م. ه: ساعدني صغر السن على ذلك! كما أنني، حرصت على قضاء أطول وقت ممكن مع ابنتي، كنت أصحبها معي إلى العمل أثناء الليل، وخلال أيام العطلة الأسبوعية.
فيوتشرزم : أخبرينا عن الصورة الشهيرة التي تظهرين فيها وبجانبك كومة من الكتب أطول منك. ما هي تلك الكتب؟ هنالك الكثير من التعليقات والتفسيرات المختلفة المنتشرة!
م. ه: هذه الصورة التقطها لي المصور الخاص بمعهد إم آي تي. حيث كانت الصور لتصبح جزءاً من المعلومات التي كان المعهد يزود وسائل الإعلام بها، عند موعد الهبوط على القمر، وكذلك عند موعد الهبوط على الأرض، بعد العودة إليها من القمر.
مارغريت هاميلتون إلى جانبها الرماز البرمجي الذي كتبته لقيادة المركبة الفضائية أبولو 11
مارغريت هاميلتون إلى جانبها الرماز البرمجي الذي كتبته لقيادة المركبة الفضائية أبولو 11
تم اقتباس ما يلي من وصف للصورة ورد في إحدى وثائق إم آي تي:
"التُقطت من قبل مصوّر مختبر التجهيزات في إم آي تي [مختبر درابر] عام 1969 (خلال فترة مهمة أبولو 11). هنا، تظهر مارغريت وهي تقف بجانب قوائم البرنامج الذي طورته بمشاركة الفريق المسؤولة عنه، فريق برنامج وحدة القيادة والوحدة القمرية للطيران العامل على متن أبولو 11".
تضمنت المهمة المنجزة، إمكانية النجاح في تطوير ومكاملة كافة برمجيات الطيران العاملة على متن المركبة، الخاصة بوحدة القيادة (CM)، والوحدة القمرية (LM)، وبرمجيات النظم سواء القائمة في كلا من الوحدتين، أو المشتركة بينهما.
كان يتوجب علينا أيضاً التأكد من عدم وجود تضاربات بين واجهات التخاطب، وعمليات التكامل، والاتصالات، حيث كان يجري إرسال التحديثات والتغييرات بشكل مستمر من مئات الأشخاص، والتغييرات المستمرة مع مرور الزمن، ومع اختلاف الإصدارات المتعددة لكل بعثة من البعثات. يحدث ذلك عندما يتم العمل في كثير من الأحيان على البرنامج الخاص بأحد البعثات، بشكل متزامن مع العمل على برمجيات تخص بعثات أخرى.

كان علينا التأكد من أن كل شيء سيعمل معاً، إضافة إلى التأكد من أن البرنامج سيتخاطب بنجاح، ويعمل جنباً إلى جنب، مع كافة الأنظمة الأخرى، بما فيها التجهيزات الإلكترونية، والأدوار البشرية، ومكونات البعثات الوظيفية.
جزء صغير من النسخة المطبوعة للرماز المصدري الخاص بالحاسوب AGC، من أجل برنامج الطيران العامل على متن المركبة. حقوق الصورة: Margaret Hamilton
جزء صغير من النسخة المطبوعة للرماز المصدري الخاص بالحاسوب AGC، من أجل برنامج الطيران العامل على متن المركبة.
حقوق الصورة: Margaret Hamilton
كل كتاب في هذه الكومة من القوائم، حيث نسمي الكتب "قوائم"، تمت كتابته اعتماداً على الرماز المصدري للحاسوب "أبولو غايدانس" فقط ولا شيء غيره.
تتضمن جميع القوائم في كومة الكتب هذه، الرماز المصدري لبعثة أبولو 11، والبعثات المستقبلية اللاحقة التي كنا نعمل عليها بشكل متزامن.
كان هنالك قائمتان لكل بعثة، واحدة مخصصة لوحدة القيادة، والأخرى للوحدة (المركبة) القمرية. وضمن هذه الكومة من الكتب، توجد قائمتان مخصصتان لبعثة أبولو 11، إحداها لوحدة القيادة فيها، والأخرى للوحدة القمرية.
فيوتشرزم : أخيراً، ما هي نصيحتك للشابات الصغيرات المهتمات بمزاولة مهنة تتعلق بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM؟
م. ه: فيما يتعلق بتعليم المرء لأي من مجالات العلوم، أعتقد أن الأمر الهام، هو الجمع بين ما أسميه الخبرات الضرورية لكل من التعليم الرسمي، والتعلم المكتسب من تجارب الحياة.
من وجهة نظر التعلم المكتسب من التجارب، كلما حصل الشبان (أو الشابات) الصغار على فرص عمل أكثر، وكلما كانت هذه الفرص متنوعة، خلال مرحلة الشباب، كلما أعدّوا أنفسهم بشكل أفضل للخروج إلى عالم الأعمال. وعند النظر في الجزء الرسمي من تعليم الشبان الصغار، فإن تعلم مواد مثل اللغة الإنكليزية وغيرها من اللغات، والتاريخ، والعلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات بما فيها المنطق، والمواد المتعلقة باستخدام الحواسيب، كل ذلك هام لكي يعدّوا أنفسهم لمواجهة مجتمعنا المعاصر بكل مكوناته.
إن المناهج المتعلقة بهندسة البرمجيات، هامة بالنسبة لكل الجوانب التي يكتسبها المرء من حزمة العلوم STEM، بما فيها مساعدة المرء لكي يصبح أكثر إبداعاً، وأكثر قدرة على حل المشاكل- والتي تتضمن كونك باحثاً جيداً، وكيف تفهم العالم على أنه نظام يتكون من أنظمة أصغر- لتتعلم كيف يكون شخصاً تحليلياً وموضوعياً، كيف تجرد الأمور، وكيف تفكر بأسلوب غير تقليدي. أن تتعلم من أخطائك، وتحولها إلى نتيجة إيجابية، هو أسلوب يمكن تعلمه من المناهج المتعلقة بهندسة البرمجيات. كما أعتقد أنه من المهم أيضاً تعلم (أو الإلمام بـ) أشياء مثل الموسيقى، والفنون، والفلسفة، واللسانيات، والرياضيات بما فيها المنطق. كل منها يساعد المرء على تطوير نفسه، ليكون مبرمجاً، أو مبتكراً للحلول، أو مفكراً متفوقاً، والحصول على رؤية شامل للأشياء. الهدف النهائي هو تعليم المرء كيف يفكر (كيف يصمم).
أود أن أضيف أن ما يبدو الأفضل بالنسبة لي، عندما أريد أن أتعلم شيئاً جديداً، أو القيام بأمر جديد، هو ألا أسمح للخوف أن يقف في طريقي.
ينبغي للمرء ألا يخاف من قول عبارة "أنا لا أعلم"، أو عبارة "أنا لا أفهم"، أو من طرح أسئلة "غبية"، لأنه لا يوجد سؤال غبي. أن تستمر حتى عندما تبدو الأشياء مستحيلة، حتى عندما يقول من يلقبون بالخبراء إنه مستحيل، أن تقف وحيداً أو تكون مختلفاً، وألا تخاف من كونك مخطئاً، أو من ارتكاب الأخطاء والاعتراف بها، لأولئك الذين يجرؤون فقط على خوض تجارب فاشلة عظيمة، أقول؛ هؤلاء هم القادرون على تحقيق أعظم الإنجازات على الإطلاق.
هذه المقابلة تم تحريرها بعناية بهدف الإيجاز والوضوح.
المصدر : مرصد المستقبل
Disqus Comments