اعتبر الناطق باسم المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية (كناباست)، مسعود بوديبة، أن المناهج التربوية الجديدة أو ما يعرف بمناهج الجيل الثاني، والتي قالت وزيرة التربية بشأنها، أنها قديمة والشركاء الاجتماعيون على اطلاع عليها.
وقال "نحن كنقابة نقول بأننا لم نسمع بهذه المناهج إلا في تاريخ 20 مارس 2016"، والإشكال حسب بوديبة، ليس في قدم المناهج وإنما في السرية والغموض اللذين أحاطت بهما وزارة التربية هذه المناهج وعدم إعلام الأطراف الفاعلة في الميدان، حسب تعبيره، ويضيف "كنا ننتظر تقييم مرحلة والانتقال إلى عملية التقويم بعد القفز على الندوة الوطنية التي كان مضمونها تقييم مرحلة التعليم الثانوي، فتحولت إلى ندوة تقييم المنظومة التربوية".
والأمر الثاني حسب المتحدث، هو في التكوين، حيث يقول "هناك مغالطة كبيرة، الوزارة عقدت دورات تكوينية شكلية ونظرية، بعيدة كل البعد عن الأمور التطبيقية للمفتشين والأساتذة، رغم أنه من المفروض إعطاء الوقت الكافي لتكوين الأساتذة للتحضير للمرحلة المقبلة للمناهج الجديدة". ويؤكد بوديبة، وجود مقاربة جديدة تم إدخالها تحتاج إلى تكوين، لأن الأساتذة وإلى يومنا هذا ليسوا متحكمين في مقاربة التدريس بالكفاءة، "فما بالك بإدخال تحسينات أخرى"، والحلّ – حسبه - يكون في تحضير الأساتذة جيّدا ونبدأ بالسنة 1 ابتدائي تدريجيا، لإعطاء الوقت الكافي لتحضير الأساتذة. ويعتبر "الكناباست" أنه لإصلاح الخلل في منظومتنا التربوية، لابد من التريّث وعدم العجالة في تطبيق الإصلاحات.
وبدوره، اعتبر المُتحدّث باسم الإتّحاد الوطني لعمال التربية (اينباف)، مسعود عمراوي، أنه في إصلاحات 2003 أعطوهم آمالا بإصلاحات تربوية، "ستحقّق لهم القسم النموذجي الذي يحتوي على 29 تلميذا وبأننا سنطبق المُقاربة بالكفاءة التي تعتمد على قدرات التلاميذ"، لكن حسب المتحدث، أصبحنا في وضع مأساوي وكارثي بعد 15 سنة من الإصلاح، فهل يعقل أن يصلحوها من جديد؟".
وقال عمراوي، أنهم ليسوا متخوفين من مناهج الجيل الثاني من الناحية النظرية، لكن الإشكال هو في الجانب التطبيقي، "لأن المقاربة بالكفاءة لم تجد أساتذة يطبقونها إلى اليوم، فأصبحت نظرية فقط".
وحسبه، بن غبريط انتقدت الإصلاحات السابقة، وقالت أنها جاءت في عجالة، و"هذا هو سبب الفشل، لأنها تسير بسرعة جنونية"، وتساءل "هل يعقل ان نكون كشركاء اجتماعيين، لا نعرف محتويات الكتاب المدرسي ولا المناهج". وهو ما جعله يتخوف مما أسماه الأهداف المخفية حول مناهج الجيل الثاني.
الأمين العام للتنسيقية الوطنية للعلوم الإسلامية:
"نرفض اتهامات بن غبريط بتسييسنا لملف الإصلاحات
طالب بوجمعة شيهوب الأمين العام للتنسيقية الوطنية للعلوم الإسلامية، الوزيرة نورية بن غبريط، بتقديم دلائل عن اتهاماتها لهم بتسييس ملف الإصلاحات، واستغلال نشاط التنسيقية في المجال السياسي، مشيرا خلال حديثه لـ"الشروق" أن نشاط التنسيقية بيداغوجي ولا علاقة له بالسياسة، وقال شيهوب "نتحدى الوزيرة ان تقدم قرائن تثبت كلامها، فنحن مجرد مجموعة من الأساتذة التقوا تحت شعار التنسيقية من اجل الدفاع من محاولة المساس بالمادة الإسلامية، ونرفض أي اتهامات فيما يتعلق بنشاطنا"، من جهة أخرى اعتبر بوجمعة شيهوب أن ما جاءت به الوزيرة خلال ندوة أمس ما يزال يكتنفه بعض الغموض والشك، خاصة فيما يتعلق باختيارية مادة العلوم الإسلامية في شهادة البكالوريا، والتي يرى انها غير منطقية، مطالبا الوزيرة بمنحهم إجابة صريحة حول الأمر، كما تساءل عن قرار تقليص واختصار المادة الاختبارية من 5 ايام الى 3 ايام، في حين لن يتم حدف أي مادة، وتساءل عن الطريقة التي سيتم إجراء الامتحان بها.
المصدر: الشروق